ايجى ميديا

الجمعة , 19 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبد الفتاح يكتب: ما لن يقدر العندليب عليه

-  
وائل عبد الفتاح

إلى أين؟

سؤال صعب تسمعه كل يوم رغم أن هناك مَن يقول ببساطة: «انتهى كل شىء وعاد النظام إلى دورانه الذى يشبه الأقدار».

 

ورغم أن هناك مَن يتصوَّر أن «الأيام دارت لتسلم نفسها إليه..».

 

ورغم كل هذا الشعور بأن «جيم إذ أوفر» أو أن هناك مَن كتب كلمة «النهاية» سواء السيسى أو نظام مبارك أو حتى الجهاز البيروقراطى الذى يعتبر نفسه قدر مصر ومالكها الوحيد.

 

.. لم يعد استنساخ الأنظمة القديمة قادرًا على شىء سوى صنع السترات لأوقات طويلة..

 

إننا فى «.. التجربة».

 

ونحتاج إلى تفكير مركب لنفهم ما تعنيه هذه «التجربة».

 

وقبل كل شىء فإنه رغم زيادة الطلب على السخسخة الوطنية وشعارات السهوكة الموروثة.. فإنها لن تعنى شيئًا فى حسابات السياسة.. ولا الإدارة.. لا تعنى سوى إقامة حفلات زار صاخبة لمداواة مريض لن يشفى إلا عندما يحصل على علاجه.. وليس كلما ارتفعت صرخات الهستيريا وهذياناتها.

 

«العندليبية» مرحلة فى حياة الشعوب.

 

لا يمكن استنساخها/ وعبد الحليم عندليب الناصرية بقى وبقت أغانيه صالحة للاستخدام/ بينما اختفى مثلًا محمد ثروت عندليب مرحلة مبارك بأغانيه الفاترة ورومانتيكيته الباهتة.

 

«العندليبية» فى زهوتها ربما تبقى فى مخزن العواطف/ تكتشفها فى لحظات كأنها سر قديم لا تطلعه على أحد/ أو اعترافات تكشف أنه لا يمكن اختصار التجارب والوعى أو اختزالها أو إلغاء مرحلة بعد عبورها.. التراكم يتيح تسرُّب الرومانتيكا القديمة رغم تجاوزها.

 

وهذا طبعًا غير بقاء العندليبية خارج سياقها/ زمنها/ لتعيد إنتاج عندليب جديد دون زمانه.

 

لم يوجد عندليب مركزى على المسرح، لكنهم يحاولون معه فن أعادوه من الموت/ على يد مبارك اسمه الأوبريت/ ويشحنونه بفيض من العاطفية المستهلكة، لكن العندليب كان مهيمنًا بروحه على المنصة والمسرح/ وفى عيون المشاركين الذين لعبوا دور الجمهور أيضًا.. إنه استعراض داخل الاستعراض أو هو أكبر منه يكشف عن كيان كبير اسمه «العندليب الكامن» فى الأطراف كلها.

 

ينطلق أصحاب الأوبريت/ وجمهوره/ وسكان منصته من كبار المسؤولين/ إن الوطنية يمكن استنساخها خارج زمانها/ لتلبّى غريزة السلطة للاستعراض مهما كانت ركاكته أو رخص محتواه.. أو ابتذالها.

 

أغنيات قليلة من كتالوج الأناشيد الوطنية تمس القلب/ الباقى منها إما أن يمس عملية ترسيخ الديكتاتور لنفسه فى القلوب وتمجيد جلوسه على المقعد الكبير وإما كلمات هيولية غائمة تشبه مناحات هانى شاكر أو لعلّها هى هانى شاكر نفسه مجسدًا لتجميع بشرى من تلك الرومانسيات الفارغة المبتسمة المتأسية بلا إحساس وفارغة المعنى/ مصر فى هذه الأغانى كيان غامض فوق البشر/ رغم أن الأوطان بشر/ وناس/ ومصالح سكانها. الديكتاتور وحده مَن يجعل الوطن مجردًا/ ليكون هو القادر على تشكيله/ أو التوحّد به/ فعشنا أيامًا ترتبط فيها مصر باسم الحاكم/ مصر ناصر/ مصر مبارك/ كأن بلدًا كاملة هى وحى من فرد واحد.

 

.. وهذا بالضبط سر دوران مصر أكثر من ١٠٠ عام حول مشروعات لا تُكتمل.. فالفرد صاحب النزعة العندليبية لا يقدر على حمل المشاريع الكبرى على كاهله.. بينما الشعوب تذهب إلى النوم بعد أن استمعت إلى نصائح أجهزة دعايته.. وهنا يبقى العندليب وحيدًا.. يسير إلى فشله بما جناه عليه جنون العظمة.

 

والموضوع ليس المسميات.. لأن الدولة فى مصر تعلَّمت استيراد الأنظمة لتغطّى الولع الفتاك بالفرد وانتظار البطل الذى كلما فشل بحثوا عن غيره وهذا بؤس مقيم فى العقول والعواطف الموروثة.

 

المؤسسات ما زالت تعمل بتوجيهات «السيد الرئيس».. وإلهام الحاكم.. بل إن رئيس الإذاعة والتليفزيون وغيره من موظفين خارجين من إقامة طويلة فى مخازن الدولة ويستخدمون تعبيرات مستهلكة، مثل «القيادة السياسية» بتلقائية وكأنها «الوصف المطلق» للرئيس فى مصر.. ورغم أنه وصف يليق بالمزاج نصف العسكرى الذى حكم مصر ٦٠ عامًا كاملة.. لكنهم «موظفون».. مجرد موظفين.. وجودهم لا يرتبط بإنسانيتهم أو فرديتهم ولكن بإخلاصهم فى تدوير ماكينة «ولى الأمر..» أمرهم طبعًا.

التعليقات