ايجى ميديا

الخميس , 25 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: من بطن الماضى..

-  
جمال فهمي

هناك انطباع شائع عن المتخلفين الساعين للتأخر، خلاصته أن هؤلاء هم فقط الذين يسكن فى أدمغتهم الفارغة ذلك الوهم الذى يزين لهم أن بمقدورهم إعادة إنتاج الماضى، أو الهجرة إلى العصور شوالأزمان الغابرة والإقامة الدائمة فيها.. كما أننا نرى ونسمع مفهومًا عكسيا للتقدم يتوهم أصحابه أن طريق النهوض وبناء المستقبل الأفضل يبدأ من خرافة القطع التام والفورى مع التاريخ المنقضى وإهماله واعتباره كأن لم يكن.


غير أن هذا الانطباع وذاك المفهوم كليهما خاطئ، والاثنان يصبَّان فى مستنقع التخلف، إذ إن الحقيقة الغائبة عن الكثيرين أن التاريخ حلقات زمنية متصلة تفضى كل منها إلى الأخرى وتتشابك معها.. ومع ذلك تتمركز هنا حتميتان أو استحالتان لا يمكن مراوغتهما ولا التملص من تحكمهما المطلق فى حيواتنا، الأولى أن الزمن المنتهى لا يعود أبدًا، والثانية أن آثار كل عصر غابر تبقى ممتدة وحاضرة فى الزمن اللاحق، لهذا فإن كل شىء حديث ومستحدث لا بد أن له أصلا وجذرًا فى الماضى، آية ذلك أن كل منجزات التقدم وتطبيقات العلوم الثورية (التكنولوجيا) لم تهبط على رؤوس البشر فجأة كده يوم اختراعها وفى صورتها الراهنة المعروفة، وإنما هى نتاج مسيرة طويلة ومضنية بدأت تبشيرًا من أصحاب عقول نيِّرة ومخيلات خصبة ورحبة، ثم عبرت على محاولات وإخفاقات لا أول لها ولا آخر، وأخيرًا تحولت الخيالات إلى حقائق مادية وصارت البشارات إنجازات نتمتع بها فعلا الآن، ولا نستطيع أن نتصور الحياة من دون وجودها.


يعنى مثلا، نحن الآن نطوى المسافات على سطح هذا الكوكب طيًّا (بل ونمخر عباب فضاءات الدنيا المترامية خارجه) على متن آلات تطير بسرعات، بعضها أضعاف سرعة الصوت، لكننا أغلب الوقت لا نتذكر جدنا العالم العربى الأندلسى عباس بن فرناس (أبو القاسم عباس بن فرناس التاكرانى 810 -887) فهذا الرجل النابه الذى غطت بحوثه وتأملاته واجتهاداته مساحة واسعة من العلوم العقلية والطبيعية، فلك ورياضيات وكيمياء وفيزياء وكتابات فى الفلسفة أيضا، هوصاحب أول محاولة جادة فى التاريخ (سبقتها محاولات أقل علمية وأكثر خيالا) لقهر الجاذبية الأرضية والتحليق فى الهواء.. هذه التجربة نجحت جزئيا، إذ تمكن ابن فرناس من الطيران بجناحين صممهما وصنعهما بنفسه مسافة بضع أمتار، قبل أن يسقط ويفقد حياته فاتحًا بجسارته ونباهته الطريق أمام البشرية لكى تبنى بعد ذلك فوق افتراضاته الصحيحة وتتجنب أسباب إخفاق تجربته الرائدة.


وقبل أشهر قليلة وبمناسبة احتفال فرنسا بمرور 80 عاما على تأسيس الأوكسترا السيمفونى الوطنى، نظم متحف باريس عرضًا نادرًا، أو بالأحرى غير مسبوق، حيث جرى العزف أمام المئات من الناس على آلات موسيقية يراوح عمرها ما بين 4500 وعشرة آلاف عام، وكلها مصنوعة من الحجر!!


هذه الآلات التى أخرجت لأول وآخر مرة من أماكن حفظها فى المتحف العتيد (كما قال مديره إريك جونتييه) والتى يبلغ عددها 23 قطعة اكتشفها عسكريون فرنسيون فى أثناء غزواتهم الاستعمارية لأقاليم وبلدان فى قارة إفريقيا، خصوصًا فى المناطق المتاخمة لجنوب السودان والنيجر وساحل العاج.. هذه الآلات الموسيقية البدائية العائدة إلى عهود سحيقة، خضعت لدراسات وأبحاث عديدة انتهت إلى أن الإنسان اكتشف الثراء الجمالى والتعبيرى للموسيقى وعرف أثره الروحى الرائع وغير المحدود، ومن ثم اخترع الآلات التى تصنعها وتصدح بها، مبكرًا جدا وقبل أن تبدأ مسيرة التاريخ المكتوب للحضارة والتقدم.


صباح الخير..

<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>

التعليقات